مسلسل Banshee العظمة المطموسة

يندرج مسلسل Banshee ضمن سياق الدراما، الإثارة، الجريمة والغموض. تم إنتاجها سنة 2013 من قبل شركة Cinemax و امتد عرضه لأربع سنوات حتى 2016. ويتكون من أربع مواسم، بعدد حلقات يصل إلى 38 حلقة. وقد تم تصوير جل الحلقات في ولاية كارولينا الشمالية.
القصة (بدون حرق)
تدور أحداث مسلسل Banshee حول سجين يخرج بعد قضائه مدة 15 سنة في السجن. وبعد خروجه كرس نفسه للبحث عن حبيبته “آنا”. فتتسلسل الأحداث إلى أن يجد بطلنا نفسه في مدينة صغيرة اسمها Banshee. فيكتشف مجموعة من الأسرار الخفية داخل هاته المدينة، والخبايا التي لا تظهر للرأي العام. والجميل في مسلسل Banshee أن الأحداث لاتدخل في الرتابة. فتنوع الشخصيات وحسن تدبيير الأحداث الجانبية يجعل السلسلة تكتسي طابعا من المتعة فريدا من نوعه. كما أن التنوع الثقافي وكذا إدراج الأقليات الأديولوجية. وغموض ماضي الشخصيات الذي سنتطرق له في المناقشة الحرق يجعل منها من أفضل المسلسلات من ناحية القصة.

الشخصيات
أنطوني ستار (Antony Starr) يلعب دور البطولة والشخصية الرئيسية، يجسد “لوكاس هود” وهو شريف بلدة Banshee يقرر البطل بأن يتقمص شويأخذ هويته. ومن ثم ينطلق في مغامرة كشف حقائق هاته البلدة. والمعروف أن البطل لم نعرف اسمه الحقيقي طوال أحداث القصة، وقد صرح كاتب القصة أنه من البداية لم يحدد اسما للشخصية، وأظن ذلك تعبيرا عن رمزية الشخصية باعتبارها شخصية مظلمة.
إڤانا ميليسيڤيتش “Ivana Milicevic” في دور كاري هوبويل و “آنا” في نفس الوقت، وهي أم لطفلين تعمل في مجال العقار، لها حياة مستقرة مع عائلتها، لكنها تشترك في ماض غامض مع لوكاس، باعتبارها حبيبته السابقة
يلريش تومسون (Ulrich Thomsen) يجسد دور كاي براكتر، وهو رجل أعمال في مجال اللحوم، إنسان منظم و ذو مبادئ، ولكن من الوهلة الأولى ما يترامى لنا أن هناك شيئا مريبا يتعلق به، يسهر للسيطرة على الإقتصاد المحلي للمنطقة بالطرق المشروعة وغيرها، ودائما ما يتصادم مع لوكاس هود الشريف الجديد ل Banshee.
بقية شخصيات المسلسل
هون لي (Hoon Lee) في دور جوب وهو هاكر خطير مطلوب لدى الFBI و Cia لارتكابه مجموعة من الجرائم الدولية، ويساعد لوكاس في مجموعة من الأحداث، كما أنه لديه ميولات جنسية شاذة، تتمثل في لباسه الأنوثي.
فرانكي فايسون (Franckie Faison) في دور شوكار، وهو ساقي لديه حانته الخاصة، وهو ملاكم سابق يعيش على أمجاده السابقة ويتفاخر بانجازاته، ولكنه دائما ما يرى نفسه يعيش في رتابة تقتله ببطء، إلى أن دخل حانته يوما لوكاس فقام بتتغير هاته الرتابة الى مغامرة لاتحسب عواقبها.
مات سيرڤيتو (Matt servitto) في دور النائب بروك، وهو شرطي من قسم شرطة Banshee، يمثل بروك العدالة البيضاء ودائما ما يفضل تطبيق القوانين بحذافرها، ويحاول خدمة المصلحة العامة لBanshee، وفي كثير من الأحيان ما يخالف رأي الشريف لوكاس بل وأنه كان ميقن أنه ذو أسرار خفية.
تيريست كايلي دان (Trieste Kelly Dunn) وتجسد دور النائبة شابون كايلي، وهي شرطية من قسم شرطة Banshee، تتميز بشخصيتها القوية، وقوتها الجسمانية، حيث أنها لا تجد مشكلة في الإلتحام مع المجرمين، بل وجلدهم أيضا، وتتصف بجمالها الخلاب وعيونها الساحرة التي تخطف القلوب، وأنوثتها المغرية. كما أنها تلعب دورا جوهريا في أحداث القصة، وتساهم في تطوير الشخصية الرئيسية للسلسلة. كما يجدر التنويه إلى أن الممثلة ساهمت بشكل كبير في إثراء الشخصية وإعطاءها بعدا دراميا عميقا.

النقد السينمائي لمسلسل Banshee ( مع الحرق)
في هاته الفقرة سنناقش جوانب المسلسل مع حرية لحرق الأحداث. ففي حالة لم تشاهد المسلسل أنصك أيها القارئ العزيز أن تجمع شتات نفسك وتشاهد Banshee في أقرب فرصة ممكنة. مع بداية الأحداث يترآى لنا طبيعة القصة. وخصوصا في الحلقة الأولى، التي كانت العمود الفقري للأحداث. والتي كانت تركز على بطل القصة لوكاس، الذي ذهب بشكل مباشر بعد خروجه من السجن للشخص الوحيد الذي يعرفه.
لكنه مالبث حتى اكتشف أن ذلك الشخص الذي ضحى ب15 سنة من حياته من أجلها. قد تجاوزته وأنشئت حياة جديدة، حياة بدونه. حياة كان يتمناها طوال ال15 سنة، لكنها مع شخص آخر. يمكن القول أن لوكاس من هنا قد كانت انطلاقته الجديدة وشخصيته التي شاهدناها طوال فترة المسلسل. خصوصا مع اكتشافه وجود ابنة له من حبيبته السابقة. وقد وجد في شخصية لوكاس ملاذا للهروب من واقعه المر. فحتى أقرب الناس منه لاحظوا تشبته الغريب بالشخصية وانغماصه فيها، لقد كانت Banshee الحلم الجميل الذي يهرب منه من الواقع، بل وحتى من الماضي.. وقد شكلت علاقته مع شابون كايلي رابطا لهذا الحلم، فقد كان حبا صادقا رغم أنها دائما ما تقول له أن هناك شيئا غامضا فيه. لكن بعد وفاتها حتى ذلك الحلم القوي أصبح كابوسا. وفي رأي شخصي أجد أن وفاتها لم تكن قرارا حكيما، لأنني شعرت بفراغ لم يملأه أحد بعدها.
لكن عموما، لقد توفق كتاب القصة كل من David Schickler و Jonathan Tropper في صياغة أحداث القصة. فقد كان الترابط بين المواسم الأربعة جيدا جدا، خصوصا مع اقحام شخصيات جوهرية في كل جزء، كما أن الملاحظ هو الشخصيات النسوية كانت مكتوبة بشكل مثالي. وبنسق واحد عبارة عن إمرأة قوية مستقلة بشخصية فريدة، بمظهر جذاب، لكن تختلف كل واحدة منهن تختلف باختلاف ماضيها. ولعل أبرز مثال على ذلك شخصية نولا، والتي شخصيا أعجبت بها كثيرا، وتمكنت من ربطي عاطفيا بها. وإن من الضروري استحضار بعض من عيوب المسلسل، فيمكن القول أن وفاة بعض من الشخصيات لم يتم تعويضه بالشكل الصحيح. ما قد ينعكس سلبا عند مشاهدة الجزء الأخير.

التنوع الثقافي بمسلسل Banshee
كما أسلفنا الدكر أن Banshee تتميز بتنوع ثقافي مهم. وتعالج مشكلة الأقليات داخل المجتمع بشكل رائع، فكما لاحضنا العلاقة العاطفية بين كاي براكتر والطائفة الدينية التي كبر فيها. ورفضهم له بعد اختياره توجها لا يناسبهم، كذلك كما فعلت ريبيكا بومان ابنة أخته، بالإضافة لقبائل الهنود الحمر وتكتلهم فيما بينهم بدون ربط علاقات خارجية من السكان المحليين، وتشبتهم بثقافتهم، وذلك كان داخل إطار قبلي منظم عن طريق مجلس ينظم أمورهم ومشاكلهم يترأسه أحد القادة الأساسين، ولا ننسى الجماعات المسيحية المتشددة، المعروفة بالإخوة، حيث كانت تجمعا لفعل الجرائم باسم الدين.

لطالما كانت Banshee سلسلة تلفزية عالمية تجمع بين عدة جهات وثقافات وقصص رئيسية و فرعية. و بممثلين عالميين، لكنها لم تنل الشهرة التي تستحقها على غرار نظيرتها. وسبب ذلك راجع إلى شركة الإنتاج بدرجة أولى حيث أنها لم تشهر بمنتوجها بشكل يليق بها. وختاما أتمنى أن أكون قد وفقت في تبسيطي وتعريفي بالقصة، ومشاهدة ممتعة.
المصادر : 1
اترك تعليقاً