The Shawshank Redemption فيلم: الحرية، الصبر، الأمل والإبداع اللامتناهي

الخلاص من شاوشانك (بالإنجليزية: The Shawshank Redemption). هو فيلم أمريكي من إنتاج عام 1994م، من إخراج فرانك دارابونت وبطولة تيم روبنز ومورجان فريمان. كتب وأخرج الفيلم فرانك دارابونت، استنادًا إلى رواية قصيرة تدعى ريتا هيوارث والخلاص من شوشانك. مصنف كأفضل نص سينمائي في التاريخ، لدى الموقع النقدي العالمي IMDB. ويعتبر فيلم “شاوشانك ريديمبشن” تصنيف دراما و سجون، حاول صناع الفيلم جعله أفضل الأفلام التي تحدثت عن السجون. لكن الإبداع وصل أنه أصبح أفضل فيلم في التاريخ، وقد أجمع النقاد والجمهور على عظمته وروعته. حيث أنه مهما إختلفت الأراء وتعددت. هناك إجماع على أن شاوشانك ريديمبشن فيلم إستثنائي. فيا صديقي إن كنت لم تشاهد هاته التحفة بعد، أترك كل ما لديك بل وحتى توقف عن قراءة هذا المقال، وإذهب لرؤيته، أما في حال شاهدته ولم يعجبك، فأنصحك عزيزي بالذهاب لأقرب عيادة لطب الأعصاب و الدماغ، فهنالك خلل.
قصة الفيلم (بدون حرق)
يبدأ الفيلم بالحكم على آندي دوفرين لفترتي حبس متتاليتين، مدى الحياة في سجن شاوشانك، بتهمة قتل زوجته وعشيقها. رغم إصراره على إنكار ارتكاب الواقعة إلا أن كافة الأدلة تكون ضده. بناء على ذلك تتم إدانته ويُرسل إلى المؤسسة الإصلاحية “شاوشانك” ليقضي عقوبة السجن المؤبد. ويبدأ في استكشاف عالم السجن ويحاول التأقلم معه ومن ثم تتوالى الأحداث حاملة العديد من المفاجآت.

إبداع السيناريو.. الطبخ على نار هادئة
ينقسم فيلم The Shawshank Redemption إلى عدد من الفصول الواضحة والمحددة. التي تم توضيحها ضمن سياق الفيلم من خلال الفترات الزمنية. لكنه من نوعية الأفلام التي تفتقر إلى الحبكة الواضحة. فالفيلم من البداية يتتبع مسار “آندي” وحياته داخل السجن. وعلاقاته بالمحيطِين به من الأصدقاء والخصوم، لكنه لم يتضمن صراعاً صريحاً واضح الملامح، لكنه نجح في الحفاظ على إيقاع متزناً لتفادي تسرب الإحساس بالملل إلى المشاهد رغم طول مدة عرضه.
برع سيناريو الفيلم في التوحد مع “آندي” والتعايش معه والتفاعل مع الأحداث التي يمر بها داخل السجن سواء كانت ضده أو في صالحه. كما تميز أيضاً في استعراض تفاصيل ومعالم الحياة داخل السجن والعلاقات المُتباينة الرابطة بين الأشخاص المتواجدين بداخله سواء السجناء أو رجال السلطة، كما برع في رسم الشخصيات بما في ذلك الشخصيات المساندة وإبراز سماتهم ودوافعهم، تلك العوامل مجتمعة زادت الرغبة لدى المُشاهد للتعمق بهذا العالم واستكشاف خباياه التي تم التطرق إليها بصورة تدريجية.
يحسب للسيناريو الاعتماد بأكثر من موضع على أسلوب الراوي على لسان شخصية “ريد” والذي استفاد منه في شرح بعض الأمور المُبهمة خاصة في المناطق التي شهدت قفزات زمنية. كما استغله في اختصار بعض الأحداث للحفاظ على الإيقاع المعتدل والمتزن للأحداث دون الجنوح إلى التباطؤ الممل أو التسارع المُربك.

عظمة الإخراج The Shawshank Redemption.. السر في التفاصيل
يمثل فيلم The Shawshank Redemption أولى التجارب السينمائية للمخرج “فرانك درابونت” بعد عدد محدود جداً من الأفلام القصيرة وأعمال الفيديو، لكن رغم ذلك كان متمكناً من أدواته الفنية وبرع في استخدامها وأبرز ما يميز أسلوبه بهذا الفيلم هو الابتعاد عن المبالغة أو التكلف، فقد حرص على أن يتماشى أسلوبه في تقديم مَشاهده مع إيقاع الفيلم وطبيعة الحياة داخل السجن، لذلك كانت حركة الكاميرا هادئة في أغلب الأحيان، كما ركز في معظم فصول الفيلم على اللقطات القريبة والمتوسطة التي تصور الشخصيات دائماً شبه محاصرة وفي ذات الوقت تعكس انفعالتهم ومشاعرهم بوضوح، بينما كان القطع الحاد والسريع مكثفاً فقط عند الافتتاحية والخاتمة وهما الموضعان الأكثر إثارة.
برع “درابونت” في تقديم صورة سينمائية مميزة تتكامل فيها العناصر الفنية، من زوايا وإضاءة وألوان، بل وحتى الضلال كان لها دور كبير في التعبير عن حالة الشخصيات الداخلية، وكل ذلك لعكس الحالة العامة للفيلم والشخصيات، فقد غلب الظلام على مجموعة المشاهد التي صورت ليلة “آندي” الأولى بالسجن وكذلك مشاهد الحبس الانفرادي، بينما كانت مشاهد المكتبة كمثال على النقيض تماماً، كذلك استخدم المخرج تقنية التصوير من منظور الشخصيات ليجعل المشاهد في حالة توحد معهم ويرى عالم السجن من منظورهم، ويحسب له عدم الإفراط في ذلك للدرجة التي تفقده تأثيره.

تمثيل مثالي
ذكرنا بالجزئية المُتعلقة بسيناريو فيلم The Shawshank Redemption أنه يتمحور حول رحلة شخصية “آندي” داخل السجن وأنه في ذات الوقت أولى اهتماماً كبيراً بالشخصيات المساندة وحرص على كشف العديد من جوانبها وعلاقاتها بالآخرين مما زادهما عمقاً، هذا بطبيعة الحال انعكس بصورة إيجابية على أداء جميع الممثلين المشاركين بالفيلم على اختلاف تأثير شخصياتهم بالأحداث والمساحات التي أتيحت لهم على الشاشة.
بالتأكيد كان القدر الأكبر من التألق والتميز من نصيب الثنائي “تيم روبينز” و”مورغان فريمان”، حيث برع كلاهما في التعبير عن شخصيتيهما وعكْس تطورات علاقتهما ببعضهما البعض على مدار أحداث الفيلم، بالإضافة إلى التعبير عن المراحل العمرية المتعاقبة والتغيرات الطارئة عليهما بفعل الزمن -وكذا طول البقاء بالسجن- دون السقوط في فخ المبالغة أو الافتعال.
الأمل والصبر، رسالة فيلم The Shawshank Redemption الأساسية

الفيلم تحدّث عن كثير من المواضيع، ووضعنا في ميادين وأفكار ومشاعر وصراعات كثيرة، منها الحرّية، الصّداقة، الظلم، العدل، التّصميم، الإرادة، اليأس، الحبّ، الخيانة، الفرح، النّدم، الشّوق، الإحباط، الإنسانيّة، الحزن، السعادة، الخير، الشرّ والجمال .. والأمل.. وغيرها أيضا. هذا هو أجمل شيء في شاوشانك، بساطته مع تناوله لكلّ هذه القيم والأفكار والمشاعر دفعةً واحدة.. هو سهل ممتنع. ولعل الفكرة الأساسية التي أراد المخرج إيصالها، أن تبقى آملا غامرا نفسك بالسعادة الداخلية التي لا تتأثّر تأثّرا كبيرا بما حولها من ظروف خارجية.
فشل تجاريا لكن كسر أبواب التاريخ ثم دخل!
بالكثير من الأسى، يقف المخرج فرانك داربونت أمام صالة السينما الفارغة، والتي كانت تعرض فيلمه الحديث “الخلاص من شاوشانك”. فالمخرج المجري الذي جرب ويلات مخيمات اللاجئين على الحدود الفرنسية. وتلبس بمعاناة النفس البشرية المسجونة وتشبتها بالأمل لم يكن يتوقع أن يفشل فيلمه الذي يحكي عن الأمل هذا الفشل الذريع لدرجة ايقافه للناس في الشارع. واغواءهم باسترداد أموالهم إن لم يعجبهم الفيلم. الفيلم ذو الثلاث ساعات كان خاليا من مظاهر الحركة والآكشن التي وسمت فترة التسعينات وعُرض تزامنا مع فيلمي pulp fuction وforeest gump الناجحان جماهرياً. لذلك فقد كان محكوما عليه بالفشل ولم تحقق إيراداته مجرد ثمن التصوير.
أحداث
إرهاصات الفشل لم تبدأ فقط مع عرضه، بل ضهرت منذ بدايات اختيار الممثلين، فعند عرض دور البطل على توم كروز. رفض في الحال بعد علمه أن فرانك درابونت ذو التجربة الإخراجية الصغيرة هو الذي سيقوم بإخراج الفيلم. هذا الرفض تكرر أيضا مع توم هانكس ونيكولاس كيدج. ممثل واحد فقط كان بذرة الأمل لفرانك درابونت، كان هو مورغان فريمان الذي أُغرم وتحمس للسيناريو لدرجة استعداده للعب أي دور. ويقول فريمان: “الخلاص من شاوشانك كان ممتعا لهذا اتصلت بوكيلي وقلت له أن يوافق على أي دور معروض علي”. وأكد المخرج أن مورغان فريمان بصوته الذهبي يصلح لأداء هذا الدور، بالرغم من أن ريد في القصة الأصلية للفيلم، شخص ايرلاندي شعره أحمر.

وبعد الفشل الذريع، تغير قدر الفيلم لينتشر انتشارا لم يكن فرانك ليتخيله حتى في أفضل أحلامه. شعاع الأمل الأول كان بعد سنة من عرض الفيلم، في فبراير 1995 حيت رشح الفيلم لسبع جوائز أوسكار. فذهب فرانك لحفل التتويج وكله أمل في جائزة واحدة على الأقل تجبر ضرر شباك التذاكر، أعلن عن الجوائز. ولم يذكر الخلاص من شاوشانك في أي واحدة منها. وبذلك اعتقد فرانك أن فيلمه فشل للأبد. جوائز الأوسكار التي دائما ما أثارت الجدل بتتويجاتها التي لا ترضي المشاهدين. كانت السبب في شهرة الفيلم جماهيريا، وربما خلقت لنفسها عدوا وهميا فكلما تُوج فيلم بالأوسكار إلا وسارع منتقدوه لمقارنته بالخلاص من شاوشانك والضرب في مصداقية الأكاديمية التي لم يُتوج أعضاءها هذا الفيلم العظيم.
المصادر 1. 2. 3.
اترك تعليقاً