البندقية مدينة إيطالية عريقة و شهيرة…مكانة المطبخ الفينيسي

البِنِدُقية (بالإيطالية: Venezia – ڤينيتسيا) هي مدينة بشمال إيطاليا وعاصمة إقليم فينيتو وعاصمة مقاطعة البندقية. تعد مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة. يقدر عدد سكانها 271 ألف نسمة. تتكون المدينة من جزئين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوى على بحيرة تحمل نفس الاسم) وميسترى والمنطقة اليابسة. ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة “جمهورية فينيسيا” وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكي. نظراً لتراثها الحضاري والفني، ومنطقة البحيرات التي بها. تعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج.

تاريخ مدينة البندقية
نشأت مدينة البندقية عام 800 قبل الميلاد في بيئة ” نهرية تنتشر بها المستنقعات”. ويعتقد أنه كان هناك تجمعات بشرية منذ عصور ما قبل التاريخ نظرا لغناها بالثروات. فقد كانت المدينة قائمة على الصيد البري والبحري. كانت الحضارة في عصر ما قبل الحضارة الرومانية، أي في عهد الفينيقيين القدماء. راسخة بشكل جيد في منطقة شعبها قائم على صيد الأسماك وإنتاج الملح والنقل البحري وأنشطة أخرى ذات صلة بالتجارة. كما كانت المدينة مركزا للاتصال التجاري الذي يربط المدينة بوسط وشمال أوروبا.
أصبحت المدينة واحدة من “الجمهوريات البحرية” وتذكيرا لها يوجد تمثال أسد سان ماركو الذي يرمز للمدينة ويظهر في الشارات البحرية للعلم الايطالى جنبا إلى جنب مع رموز جنوة، وبيزا، وأمالفي. في عام 1866 أصبحت المدينة جزء من مملكة إيطاليا وقد تم التصديق على الانضمام في يوم 21 أكتوبر عام 1866 والذي شهد فوز بنسبة 99% بالموافقة على التصويت لصالح الناخبين النشطاء.

بناء مدينة البندقية فوق الماء
بُنيت مدينة البندقية الإيطالية على سطح بحيرة البندقية، ويعود تاريخ الهيكل الحضري الحالي لها إلى أوائل القرن السابع الميلادي، إذ احتاج المهاجرون إليها إلى توسّعة تجمّعات الصيد الموجودة على المسطّحات الطينية والضفاف الرملية فشكّلوا تجمّعات جديدة فوق البحيرة، منها منطقة ريالتو (Rialto) التي تُمثّل قلب ومركز البندقية، والتي ربطت مجموعة كبيرة من الجزر المنفصلة البالغ عددها 118 جزيرة مع بعضها البعض من خلال الجسور والقنوات المائية التي تتفرّع من القناة المائية الكبرى (Grand Canal) ذات الشكل المنحني، إذ بلغ عدد هذه القنوات المائية المتفرّعة نحو 200 قناة مرتبطة فيما بينها ومشكّلة شبكة حضرية واسعة، وقد تمّ فيما بعد تحسين الهيكل العام لبناء المدينة من خلال توسيع مسارات وممرّات المشي على جانبيّ القناة، وتعديل تصميم الشوارع والقنوات والأرصفة.
الأساس الذي بنيت عليه مدينة البندقية
بُنيت مدينة البندقية على أساس خشبي كامل، إذ غرس البناة الأوائل عدداً كبيراً جداً من أعمدة الخشب المتقاربة من بعضها البعض في قاع البحيرة، ثم أعدّوا منصّات مستوية متينة فوقها لتكون قاعدة لمبانيهم، وقد تمّ مراعاة عدم هبوط الأعمدة مع مرور الوقت وزيادة قدرتها على حمل أوزان المباني المبنية فوقها من خلال غرس هذه الأعمدة عميقاً في الطبقات الصلبة من التربة.

تمّ مراعاة المحافظة على الخشب سليماً طوال هذه السنوات، إذ إنّ الخشب يتعرّض بطبيعته للتعفّن تحت الماء، لذلك فقد استخدم البناة أخشاباً ذات مقاومة عالية للماء مثل خشب البلوط والصنوبر، كما أنّ مياه البحيرة قد جلبت كمية كبيرة من الأتربة التي تخلّلت إلى الخشب تحت الماء وترسّبت عليه عبر السنوات الطويلة ليصبح الخشب مع مرور الوقت ذو طبيعة متحجّرة وصلبة بشكل أكبر، وبالإضافة إلى ذلك فقد ساهم نقص الأكسجين في الماء إلى عدم توفّر الظروف الملائمة لنموّ الكائنات الدقيقة التي تسبّب تعفّن الخشب، ويجدر بالذكر أنّ بحيرة البندقية لم تشتمل على الغابات، لذلك فقد فكان يتمّ جلب الأخشاب اللّازمة للبناء بقوارب كبيرة من مناطق الغابات التي تمثّل الآن أجزاء من دول الجبل الأسود وسلوفينيا وكرواتيا.
البندقية وجهة سياحية محببة
تعتبر مدينة فينيسيا أكبر مدينة إيطالية من حيث عدد السياح الذين بلغ عددهم عام 2002 إلى 29.326.000 مليون سائح بالنسبة إلى روما يقدر عدد السياح بها نحو 19.486.000 وفي فرنسا يبلغ عدد السياح 9054.000ألف سائح مع ملاحظة وجود زيادة في أعداد السياح الأجانب على حساب الإيطاليين خاصة من الدول الآسيوية التي جاء منها نسبة سياحة عالية وذلك عام 2006. هذا التدفق ثابتا حتى وإن زاد قليلا وقت الكرنفال وفي شهرى مايو وأكتوبر.

ثقافة المدينة
نظرا لطبيعة المدينة التاريخية يتم تصوير العديد من أفلام السينما الإيطالية بها.كانت البندقية بيئة لأحداث تحكى في المدينة، كما كانت مقصدا لسرد حياة الناس بين الماضي والحاضر مثل فيلم “جودانو برونو” للممثل جوليانو مونتالدو عام 1973. لقد تطور تاريخ الفن بفينيسيا على مر القرون بطريقة فريدة من نوعها بالنسبة لباقى أوروبا. حيث كانت تتبع خطى أصيلة وتطورا بطيئا من التأثيرات الخارجية. فقد نشأت كمدينة بيزنطية، وكانت متأثرة فنيا ولفترة طويلة بعلاقتها بالعالم العربي.
المطبخ الفينيسي
يتميز المطبخ الفينيسي بالأسماك، ليس هذا فقط بل أيضا المحاصيل التي تنتجها الحقول الموجودة بالجزر، الأرز الذي يزرع في المنطقة اليابسة والسمك في ناحية البحر الأدرياتيكي، والصيد والعصيدة. تمزج المدينة بين عادات محلية قديمة، التي جاءت منذ ألاف السنين نتيجة لاتصالاتها التجارية. فيوجد بها أطعمة مثل السردين البحري، الذي يحفظ لفترات طويلة والأرز والبازلاء والكبدة، على الطريقة فينيسيا، والأرز الأسود بالحبار وغيرها.

ليس هذا فقط فالمدينة تشتهر أيضاً بثعبان البحر والبسكويت، الذي يأخذ شكل بيضاوي أو ما يسمى بيكولي، وأيضا بالأنواع المختلفة من الحلويات، مثل” خبز الصياد” باللوز والفستق والكريمة، وحلوى “البيسولاي” التي تصنع بجزيرة بورانو، وهي عبارة عن ” بسكويت من الزبد أو معجنات، مصنوعة على شكل حرف الإس أو شكل خاتم،”,وحلوى “البودينو “المصنوعة من اللبن، وتسمى أيضا” روزادا”.
المصادر 1. 2
اترك تعليقاً