فيلم CODA قصة ترى لا تسمع

cover

لتقديم فيلم CODA، بداية وقبل كل شيء، تعريف معنى CODA هو اختصار لعبارة Child Of Deaf Adults. وتعني طفل لبالغين من الصم. وفعلا الفيلم يدور حول ذلك، حيث يعالج موضوع جد حساس وهو فقدان القدرة على السمع و الكلام. ويسلط الضوء على المشاكل والمعاناة التي تواجههم في الحياة اليومية. وذلك بطريقة غير مباشر، حيث ركز الفيلم على حياة ابنتهم الصغيرة. والتي تستطيع الكلام وقد ناقش الفيلم مواضيعه من زاوية روؤيتها. الفيلم من إنتاج شركة AppleTV سنة 2021، وإخراج سيان هيدر، مأخود عن الفيلم الفرنسي La Famille Belier. لكن النقاد أشادوا بالنسخة الأمريكية، وبطولة إيميليا جونز، مارلي ماتلن، تروي كوتستور، دانيال دورانت و أوخينيو ديربيز.

العرض الإعلاني للفيلم

قصة فيلم CODA

تدور أحداث الفيلم حول مراهقة في سن 17 سنة، تعيش وسط عائلة مكونة من أم، أب، أخ، جميعهم صم وبكم، وهي الفرد الوحيد الذي يمكنه التواصل مع الأخرين، تعمل العائلة في قارب لصيد الأسماك، وتساعدهم روبي وهو إسم بطلتنا في التواصل مع البائعين في الشاطئ، وترجمة لغة الإشارة لكي يستطيعوا التواصل، ثم تنطلق روبي إلى المدرسة وبالفعل قد مر نصف اليوم لديها، حيث أنها تستيقظ مع الثالثة صباحاً للصيد، في المدرسة تكتشف موهبتها العجيبة في الغناء، ومن هنا تنطلق بطلتنا في مغامرة معقدة محاولة التوفيق بين عملها ومساعدة عائلتها، وكذا تطوير موهبتها في الغناء، تتشعب حياتها فيما بعد عندما ترتبط عاطفيا بزميلها في المدرسة، فبين مساعدة عائلتها الإنطوائية التي تعتمد عليها في تسيير أمورها، و الذهاب إلى متابعة حلمها، تعيش روبي مواقف صعبة، تدور كلها في قالب درامي شيق.

فيلم CODA
صورة من إعلان الفيلم

الأداء التمثيلي إبداع لا منتهي

الفيلم من تأليف وإخراج سيان هيدر Sian Heder، التي استعانت بممثلين من الصم والبكم. وأوضحت في تصريحات لوسائل إعلام عالمية: “كان الأمر مهمًا جدًا بالنسبة لي بشكل إبداعي لأنهم عاشوا تلك التجربة. فالصمم ليس زيًا يمكنك ارتداؤه”.

إيميليا جونز في دور روبي روسي: بطلة القصة التي نرى من خلالها أحداث الفيلم، تعاني من التنمر داخل المدرسة ما يجعلها معزولة نوعا ما، ورغم التلاحم الأسري حولها، إلا أنها دائما ما تشعر أنه يتم عزلها وإبعادها، تحاول أن تجد نفسها في الغناء. يحسب لإيمليا مؤدية الدور اجتهادها ومحاولتها للتقمص. فقد تعلمت لغة الإشارة للدور، كما أنها كانت تخفض حوارات كل الممثلين حولها. لتعرف الربط بين حركة اليدين وما المقصود منها. ناهيك عن حفظ حواراتها هي، في إعتقادي الشخصي أن إيميليا نجحت بشكل ملفت في تجسيد دورها وأبانت عن علو كعبها

مارلي ماتلين في دور جاكي روسي: تجسد دور الأم الصماء، التي تفكر فقط في مصلحة العائلة، حتى على حساب أحلام إبنتها، أدت ادمارلي الدور بإتقان شديد، وذلك راجع إلى أنها بالفعل بكماء، كما أن ماتلين هي الممثلة الوحيدة الصماء التي حصلت على الأوسكار عندما فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “تشيلدرين أوف إيه ليسر جاد” عام 1987. حاولت الضغط على المنتجين بتعيين ممثلين يعانون بالفعل من الصم.

تروي كوتسور في دور فرانك روسي: يجسد دور الأب، وهو صياد لديه قارب يحاول توفير لقمة العيش لعائلته بمساعدة إبنه وإبنته. كما أن الممثل أصم

دانيال دورانت في دور ليو روسي: الأخ الأكبر في عائلة روسي يحاول إثبات نفسه بأنه جدير، لا يحتاج لمساعدة أخته ويريدها أن تتبع أحلامها، وأيضا الممثل أصم، وقد أكد على ضرورة إنتاج الفيلم بأشخاص يعانون من الصم، وقال دانييل ديورانت: “هذا حدث تاريخي. شيء هائل بالنسبة لنا جميعاً. هذا يوم انتظرنا أن نراه لسنوات عديدة”.

فيلم CODA
عائلة روبي مع صديقتها

التحليل السينمائي لفيلم CODA

قصة فيلم Coda بسيطة بإطارها العام، ومألوفة في الخط الدرامي الذي يتعلق حول روبي والتغيرات التي تطرأ حياتها، مع الاقتراب من بلوغ سن الرشد، والقرارات المصيرية التي عليها اتخاذها، لكن ما يميزه بالفعل مضمون الفكرة بحد ذاتها، كيفية تناولها ومعالجتها درامياً، عرفت الكاتبة والمخرجة “سيان هيدر” زجنا بقصة لم يسبق للسينما أن تطرقت لها كثيراً. علاوة على ذلك، وجهت بقعة ضوء على تفاصيل يومية لمجتمع واقعي حقيقي. من ناحية أخرى، لا نلمحه، لأنه أراد الانعزال، طبعاً ليس بمحض إرادته، رغم أنه متواجد في قلب العالم.

فيلم CODA
روبي من الفيلم

بالإضافة إلى ذلك، من المشاهد الغنية والجذابة التي نالت إعجابي، وأجزم بالنسبة لكل من تابع الفيلم أيضاً، مشهد الحفل الغنائي المدرسي أثناء أداء روبي ومايلز لإحدى الأغنيات، فجأةً لم نعد نسمع الأصوات، سكت كل شيء، بتنا كعائلة روسي، أحبت هيدر أن تقمعنا في هذه الحالة، أن نعيشها، نختبرها، أن نشعر بها.كذلك، لحظات لا يمكن ترجمتها، مهيبة، صادمة، بل موجعة.بعد ذلك، كأنما أصابك شلل. فقدت للتو إحدى حواسك، عند نهاية المقطع كان الجمهور داخل الفيلم يصفق لروبي على أداءها، وكنت أنا أصفق للمخرجة على إبداعها. وفي مشهدٍ فنيٍ آخر، عندما يطلب فرانك والدها الغناء، فيستمع لها من خلال يديه بالشعور بحلقها، وذبذبات الحبال الصوتية. بعد هذين المشهدين المحوريين تقرر العائلة دعمها، لتمضي قدماً نحو حلم الغناء.

ترشيحات و جوائز

روبي من الفيلم وهي تمارس مهنة الصيد

لاقى الفيلم نجاحا كبيرا من الجمهور والنقاد، و نافس في مسابقة الدراما الأمريكية في مهرجان صندانس السينمائي لهذا العام، كما اشترت Apple TV + الفيلم مقابل 25 مليون دولار، ويتم الآن ترشيحه لجوائز الأوسكار، ومن المتوقع أن يكون مرشحا قويا لنيل الجائزة، و ختاما أود أن أتوجه بالشكر لجميع العاملين على هذه التحفة السنمائية، التي تستحق فعلا المشاهدة.








المصادر 1. 2. 3.

شارك المقال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأفضل هذا الأسبوع