إيلون ماسك، قصة الرجل الذي غير معالم العالم الذي نعرفه

أصبحت قصة نجاح رجل الأعمال الأمريكى إيلون ماسك، مصدر إلهام للكثيرين. حيث عانى فى بداية حياته من مشاكل اجتماعية عديدة مثل طلاق والديه وهو فى التاسعة من عمره. وتعرضه الدائم للتنمر من زملائه فى المدرسة. إلى أن أصبح اليوم أغنى رجل فى العالم.. فما هى قصة نجاح إيلون ماسك؟
نشأته
ولد إيلون ماسك فى مدينة بورتوريا فى جنوب أفريقيا عام 1971، وقال والده عنه أنه “كان دائمًا مفكرًا منطويًا”.
قال والد ماسك: “فى حين أن الكثير من الناس كانوا يمضون أوقاتهم فى اللعب والرياضة. والذهاب إلى الحفلات كان إيلون يمضى وقته فى المكتبة بين الكتب”.

أما والدة ماسك كانت تعمل كأخصائية تغذية وعارضة، وهى كندية الجنسية. ظهرت على غلاف مجلة تايمز وأيضًا على علب حبوب كى. بعد طلاق والدى ماسك فى عام 1979. قرر ماسك الذى كان يبلغ فى حينها 9 سنوات هو وأخوه الأصغر أن يعيشا مع والدهما.
معاناته من التنمر
عام 1983 وحينما كان عمر ماسك 12 سنة استطاع أن يبيع لعبة بسيطة لمجلة كمبيوتر بـ 500 دولار. وصفها ماسك بأنها “لعبة تافهة ولكنها أفضل من لعبة فلابى بيرد الشهيرة”. ومع ذلك لم تكن حياة ماسك المدرسية سهلة. فقد تم إدخاله مرة إلى المستشفى بعد تعرضة للضرب من قبل طلاب متنمرين. حيث قام المتنمرين بدفعه على الدرج ثم ضربوه إلى أن فقد وعيه. حسب ماذكر من آشلى فينس فى كتابة “إيلون ماسك: تيسلا وسبيس إكس والبحث لمستقبل رائع”.
بعد أن تخرج ماسك من المدرسة الثانوية انتقل للعيش فى كندا وأمضى سنتين يدرس فى جامعة كوينز فى مدينة كينجستون. وانتقل ماسك إلى كندا مع والدته ماى وأخته توسكا وأخيه كامبل، لكنه أنهى دراسته فى جامعة بنسلفينيا، وحصل على درجة علمية فى الفيزياء والاقتصاد.

وأثناء دراسة ماسك فى جامعة بنسلفينيا قام هو وزميل له بتأجير بيت من عشرة غرف، وتحويله إلى ملهى ليلى. بعد تخرجه انتقل إلى جامعة ستانفورد للحصول على درجة الدكتوراه، لكنه لم يكاد يبدأ الدراسة حتى تركها، وقرر أن يؤجل دراسته ويبدأ باختبار حظه والدخول فى طفرة الاستثمار فى الإنترنت التى بدأت للتو.
بداية النجاح مع تأسيس موقع ZIP2
أطلق ماسك مع أخيه موقع “زيب2” أعطاهم مجموعة من مستثمرى سيلكون فالى 28 ألف دولار؛ لبدء تشغيل الموقع الإلكترونى، الموقع يقدم إرشادات السفر لصحف مثل نيويورك تايمز وشيكاغو تريبيون. وأثمر العمل الذى قام به ماسك عندما اشترت كومباك “زيب2” بصفقة قيمتها 341 مليون دولار نقدًا وأرصدة، كسب منها ماسك 22 مليون دولار.
تأسيس باي بال PAYPAL

بعد ذلك أنشئ ماسك إكس دوت كوم وهو موقع مصرفى إلكترونى، وأطلق الشركة فى عام 1999 باستخدام المال الذى ربحه من بيع موقع “زيب2”. بعد سنة تم دمج إكس دوت كوم مع كونفينتى، وهى شركة مالية مبتدئه أنشأها بيتر ثيل لإنشاء باي بال. وقد تم تسمية ماسك بالمدير التنفيذى لشركة باي بال التى تم إنشاؤها حديثًا، لكن الأمر لم يدم طويلًا.
وفى شهر أكتوبر عام 2000، بدأ ماسك معركة ضخمة مع مؤسسى باى بال بسبب الضغط عليهم لنقل خوادمهم من نظام التشغيل المجانى يونكس إلى ويندوز مايكروسوفت، وقد قاوم ليفتشين بشراسة لوقف التغيير الذى طالب به ماسك. وبينما كان ماسك فى طريقة لقضاء عطلة فى أستراليا التى كان فى أمس الحاجة لها، قام مجلس إدارة باى بال بطرده وجعلو ثيل الرئيس التنفيذى الجديد.
“هذه مشكلة الإجازات”.. هذا ماقاله ماسك بعد مرور سبع سنوات من رحلته السيئه فى أواخر عام 2000، لكن الأمور سارت لصالح ماسك حينما اشترت شركة “أيباى” شركة “باى بال” فى أواخر عام 2002. وباعتباره أكبر مساهم منفرد فى شركة باى بال، حصل على 165 مليون دولار من قيمة بيع باى بال لشركة أيباى.
شركة سبيس إكس و ولع إيلون ماسك بالفضاء
ماسك كان طيلة حياته مهتمًا فى الخيال العلمى لدرجة أنه حاول شراء صواريخ سوفيتية غير مفعلة لهذا الغرض، لكن الروسيون أرادو بيع الصاروخ الواحد بثمانية مليون دولار أو أكثر، ماسك يعتقد أنه يستطيع بناء صاروخ بسعر أقل.

وفى أوائل عام 2002 أنشأ ماسك الشركة المعرفة باسم “سبيس إكسبلوشن تكنيكس” أو “سبيس إكس”، التى تهتم فى استكشاف الفضاء. كان هدف ماسك هو جعل الرحلات إلى الفضاء أرخص، وسميت مركبات “سبيس إكس” الأولى ميلينيوم فالكون تبعًا للفيلم الشهير ستار وارز.
شركة تسلا وإهتمامه بالطاقات المتجددة
ظل ماسك منشغلاً بالأرض لا سيما مع شركة تسلا موتورزن وفى عام 2004 حقق ماسك 70 مليون دولار من إجمالى الاستثمارات التى فى تسلا، وهى شركة سيارات كهربائية، شارك فى تأسيسها المهندس المخضرم مارتن إيبرهارد.
تولى ماسك دورًا فعالًا فى منتجات تسلا، حيث ساعد فى تطوير سيارتهم الأولى رودستر. تم إطلاق سيارة رودستر الكهربائية بالكامل فى عام 2006، عندما كان ماسك فى وقتها يشغل منصب رئيس تسلا وحاليًا الرئيس التنفيذى أيضًا.
ليس هذا فقط ما فعله ماسك، حيث أتى بفكرة مدينة للطاقة الشمسية وإنشاء شركة للطاقة الشمسية. وأعطى ماسك أبناء عمه بيتر وليندون رايف، رأس المال لعمل مدينة الطاقة الشمسية فى عام 2006.
وقال ماسك، إن عام 2008 هى أسوأ سنة فى حياته، حيث أن تيسلا كانت تخسر الأموال وسبيس إكس كانت تواجة مشكلة فى إطلاق صاروخ الصقر، وبحلول 2009 كان ماسك يعيش على القروض الشخصية من أجل البقاء. وفى نفس الوقت كان ماسك يمر بفترة طلاق من زوجته السابقة جوستين ماسك، لدى ماسك ستة أبناء من زوجتة الكاتبة الكندية جوستين ماسك، لكن بعد ذلك بدأت الأمور تعود إلى مجراها.
دخول إيلون ماسك للحقل السياسي

من الناحية السياسية عام 2017 كان قاسيًا بالنسبة لماسك. انضم ماسك إلى المجلس الاستشارى التجارى للرئيس ترامب، وهى خطوة تسببت فى ردة فعل شعبية ضخمة.
وفى البداية دافع عن هذه الخطوة قائلًا أنه سيتمكن من استخدام قربه من البيت الأبيض لإحداث التغيير، لكنه استقال بعد أن سحب ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
2018 تبدو جيدة بالنسبة لماسك بالرغم أن تصنيع طراز 3 لا يزال غير قائم على المسار الصحيح، فإن كلا من تسلا وسبيس إكس يعملان بشكل جيد، وثروته تساوى نحو 20 مليار دولار وهو بعيدًا عن أيامه التى أفلس فيها.
إيلون ماسك، هو أغنى رجل في العالم!

قفزت أسهم شركة “تسلا” التى يملك ماسك 18% منها فى البورصة، بنحو 4.9 بالمئة. بعد يومين من إنهاء أول جلسة تداول فى 2021، محققا أرباحا بنسبة 3.4 بالمئة. واستطاع ماسك زيادة ثروته بحوالى 146 مليار دولار فى آخر 12 شهرا. بالرغم من الأزمة الاقتصادية التى تسببت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأصبح رجل الأعمال الأمريكى إيلون ماسك، أمس الخميس، أغنى رجل فى العالم بثروة تجاوزت قيمتها 185 مليار دولار، وفقا لما ذكرت شبكة “سى إن بى سى” الأمريكية. وتمكن ماسك من تجاوز الرئيس التنفيذى لشركة “أمازون” جيف بيزوس، بعد ارتفاع قيمة أسهم شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية.
المصادر 1. 2. 3.
اترك تعليقاً