فيلم The 33 و الإبداع السينمائي وراء هذه التحفة

أحداث فيلم The 33 الإبداع السينمائي
تدور أحداث فيلم The 33 حول 33 عاملا داخل أحد المناجم التشيلية. التي تركز في التنقيب على الذهب و الفضة في سان خوسيه. حيث بقوا محتجزين تحت الأرض لمدة 69 يوما بعد أن انهار تجويف المنجم. وقد تم إخراج الفيلم من قبل المخرجة وكاتبة السيناريو المكسيكية “باتريسيا ريغن” التي تتوفر على مسيرة مهنية مقبولة نوعا ما. ويمكن اعتبار هذا الفيلم أقوى أعمالها لحد الساعة. وقد تم تصوير الفيلم في صحراء أتاكاما في الشيلي وأنتج سنة 2015. وشارك في بطولته الممثل الإسباني “انطونيو بانديراس” والذي يتوفر على مسيرة حافلة بالأفلام القوية نقذيا وجماهيريا. ولعل أبرزها ثنائية زورو التي أدى دور البطولة فيها. وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم يصلح للمشاهدة العائلية. سنتحدث عن فيلم The 33 و الإبداع السينمائي وراء هذه التحفة.
في 5 أغسطس 2010 في تشيلي، بعد انهيار منجم للنحاس والذهب، وجد 33 شخصا أنفسهم محاصرين تحت الأنقاض. لاجئون في مأوى بعمق 700 متر، ينتظر هؤلاء القاصرون فرق الإنقاذ لتأتي وتخرجهم. أغسطس 2010 في تشيلي. انهار منجم نحاس، مما أدى إلى محاصرة 33 عاملا بعمق يزيد عن 600 متر. لا توجد وسيلة اتصال ولا حصص غذائية ومياه تقتصر على ثلاثة أيام، والحرارة الشديدة بمتوسط 36 درجة، هكذا كان الوضع وكثيرا ما يقال أن الأفق أصبح مظلما. لقد طاف الضجيج الإعلامي حول هذه القصة العالم، بقدر ما سنتعرف على بقاء عمال المناجم فقط بعد 17 يوما من البحث.
عمليات الإنقاذ
وبشكل لا يصدق، كانت عمليات الحفر لإنقاذهم معقدة للغاية لدرجة أن الأشخاص التعساء اضطروا إلى الانتظار 69 يوما قبل أن يتم استخراجهم من تابوتهم الحجري. كانت الدراما فظيعة وكانت النتيجة جميلة جدا لدرجة أن عمال المناجم المدفونين أحياء أصبحوا مشاهير حقيقيين. كما قد تتوقع، لن يمر وقت طويل قبل أن يتم بيع حقوق قصتهم، لكتاب، ولكن بشكل خاص لفيلم أمريكي بالطبع. بدأ الإنتاج في وقت مبكر جدا وتم عرض الفيلم لأول مرة في عام 2015.

التنوع الثقافي بفيلم The 33
ويعتبر فيلم The 33 مزيج من حوار الثقافات المختلفة، و الإبداع السينمائي وراء هذه التحفة. فنجد إخراج مكسيكي مع ممثل إسباني وآخر أمريكي وحتى فرنسي في قالب درامي شيق. والملاحظ أن الإخراج كان جد موفقا في سرد القصة. رغم أن جل أحداثها تدور داخل نطاق مظلم وضيق، حيث تجد صعوبة في بعض الاحيان من رؤية ما. يدور بشكل واضح لكن طريقة الحوارات. وأداء الممثلين كان له الدور في إحداث الفرق وارتباط المشاهد بالأحداث وما زكى هذا الترابط هو إفتتاحية الفيلم، التي أبرزت الجانب الاجتماعي لكل من الشخصيات الأساسية، وتجدر الإشارة إلى أن أحداث الفيلم واقعية وقد حدثث في 2010 وشهدت تتبعا إعلاميا كبيرا آنذاك، النقطة التي تحسب لصناعه أنهم لم يغيروا مجرى الأحداث الواقعية واكتفوا فقط ببعض الاضافات الصغيرة التي تخدم الجانب الدرامي.

من أصعب التحديات التي يواجهها المخرج أن يأخذ قصة يعرف الجميع نهايتها أو على الأقل يجب أن يعرف النهاية. ويعيد سردها بطريقة تجعل النتيجة موضع شك مرة أخرى. أنجز ستيفن سبيلبرغ هذا في قصة الحرب الباردة المستندة إلى الحقائق جسر الجواسيس. والآن تقوم المخرجة المكسيكية باتريشيا ريجن بشيء لا يختلف مع قصة تستند إلى حقائق عن أكثر حداثة. فيلم The 33 هو محاكاة رائعة من الناحية الفنية لانهيار المنجم والإنقاذ في تشيلي في عام 2010. وهو حدث كارثي شهد 33 عاملا محاصرين تحت الأرض لمدة 69 يوما على ما يبدو. أصبحت محنتهم قضية دولية خلال تلك الفترة ، وكان إنقاذهم بعيد الاحتمال بشكل لا يصدق العالم كله يراقب.
مشاهد لا تكرر
اللحظة التي مررنا بها مع أول هبوط على سطح القمر. يجمع الفيلم معا طاقما دوليا قد يصدم للوهلة الأولى المشاهد المحنك للأفلام على أنه أمر غير محتمل أيضا. في حين أن الإنتاج باللغة الإنجليزية يضم أنطونيو بانديراس ولو دايموند فيليبس، وهما ممثلان لهما مزايا لاتينية واضحة في العديد من الأقسام، في قيادة رئيسية الأدوار، كما أن الممثل الفرنسي جولييت بينوش والممثل الأيرلندي غابرييل بيرن في أدوار بارزة، وكلاهما يلعبان تشيليين. إنها شهادة على مهارة المخرجة Riggen مع الممثلين أنها تجعل المجموعة واحدة سلسة. ما لم تكن اعتراضاتك على استخدام النوع التقليدي عنيفة ، فلا ينبغي أن تكون هناك مشكلة.
فيلم The 33 يظهر الإبداع السينمائي
تظهر مشكلة بسيطة في افتتاح الفيلم، حيث يتم تقديم الشخصيات الرئيسية في مشهد الحفلة. أحدهم عامل منجم كبير السن متقاعد. آخر هو زميل متمرس يطلب من صديقه ورئيس العمال مناوبة إضافية في اليوم الذي من المفترض أن يقطعه. آخر هو عامل منجم أصغر سنا على وشك أن يصبح أبا ويتطلع إلى الخروج من عالم التعدين نتيجة لذلك. كل هذه الحالات الثلاث، بالطبع، تضيف إلى حاصل يا للسخرية المذهلة. عندما تحاصرهم كتلة صخرية ضعف كتلة مبنى إمباير ستيت بحوالي 2000 قدم تحت الأرض. مع حصص غذائية وماء تكفي لثلاثة أيام فقط في منطقة الملجأ حيث يجثم عمال المناجم.
يوضح الإجراء الذي أعقب ذلك كيف زادت الاحتمالات. هناك الكثير من التوصيفات، وعدد قليل من أقواس الشخصيات، التي يأخذها الفيلم، ولا يمانع ريجن في الاضطرار إلى عمل اسكتشات. كان من الممكن أن يكون الفيلم الأكثر شمولا، حسنا سلسلة مصغرة. لكن من الإنجاز الحقيقي أنها تحافظ على اتساق العمل طوال الوقت، وتظهر جرأة رائعة في بعض الأحيان.
نهاية الفيلم
يصل هذا الفيلم الذي يرضي الجماهير بلا خجل إلى نهايته المفعمة بالارتياح ولكن أيضا المقلقة إلى حد ما. والتي، كما هي العادة هذه الأيام، تُعرف الجمهور بعمال المناجم الواقعيين مع نزاهتها. على هذا النحو، إنها مفاجأة سارة للغاية، وبأكثر من طريقة.
وقد تطرق هذا الفيلم لمجموعة من المواضيع لعل أبرزها فلسفة البقاء أو ما يسمى بغريزة البقاء. وذلك بالتفاعلات التي تحدث بين الثلاثة والثلاثين رجلا وكيف أن كل واحد منهم يسارع من أجل نفسه لكن كل بطريقته. أما من الناحية السياسية فقد ركز على توضيح الرأسمالية المطلقة التي تمارس في دول العالم الثالث. حيث أن الفرد آخر الأولويات. وما يهم هو فقط إنتاجيته، لكن الحل دائما ما يكون موجودا يولد من رحم المعانات، أعلم أنني أتحدث بطريقة مبهمة خوفا من إفساد متعة الفرجة، والتي أنصحكم بها من كل جوارحي.
المصادر : 1
اترك تعليقاً