إيمي أدامز ممثلة استثنائية وملكة الأدوار المعقدة

ولدت إيمي أدامز في 20 غشت 1974 في فيتشينزا، إيطاليا. وكانت الطفلة الرابعة لسبعة أطفال لأبوين أمريكيين، وعاشت في كاسل روك (كولورادو)، وهي الرابعة من سبع أشقاء. تدربت على أن تكون راقصة باليه، ولكن في سن 18، وجدت المسرح الموسيقي أكثر ملاءمة. فبدأت حياتها المهنية بالأداء على خشبة المسرح. في مسرح العشاء منذ عام 1994 إلي عام 1998. وذلك قبل ظهورها على الشاشة لأول مرة في سنة 1999.

بدايات إيمي المتعثرة

كان والد إيمي أدمز جنديا في القوات البرية الأمريكية. ما جعل أسرتها تتنقل من قاعدة لقاعدة، قبل أن تستقر في كاسل روك بكولورادو. لم تكن إيمي أدامز تهتم بدراستها بل كانت تنجذب لكل ما هو فني. ففي صغرها كانت تحب الباليه، وفي مدرسة دوغلاس الثانوية غنت في جوقة المدرسة، و تنافست في سباقات المضمار و الجمباز. وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية، انتقلت إلى أتلانتا مع والدتها. قررت أنها ليست موهوبة كفاية لتكون محترفة باليه. فدخلت المسرح الموسيقي، والتي وجدت أنه “أفضل ملاءمة لشخصيتها.” كان أحد أدوارها الأولى في الإنتاج المسرحي المجتمعي آني، وهو ما قامت به على أساس تطوعي. بعد تخطيها الثامنة عشر.

دخول إيمي أدامز لمجال التمثيل بصفة فعالة (1999-2004)

في الفترة من 2000 إلى 2002، ظهرت آدمز في سلسلة من الأفلام مثل حزب الشاطئ النفسي. بينما كانت ضيفة في المسلسل التلفزيوني Charmed. ولعبت دور بيث ماكلاي في مسلسل بافي قاتلة مصاصي الدماء. كما ظهرت في مسلسل Smallville، وأيضا مسلسل الجناح الغربي. ثم ظهرت في فيلم ستيفن سبيلبرغ Catch Me If You Can. والذي لعبت فيه دور بريندا سترونغ، الممرضة التي وقع فرانك أباغنيل في حبها، والذي قام بدوره ليوناردو دي كابريو. حيث كان هذا الفيلم أولى الانطلاقات الحقيقة لها، حيث أكسبها الثقة والقوة لمواصلة المشوار.


وفي عام 2004، لمعت في فيلم السباق الأخير. فضلًا عن أداء شخصيات الرسوم المتحركة ميستي، وميريلين، وآن شاين في المسلسل التلفزيوني كينغ أوف ذا هيل. وكانت أيضا في طاقم تمثيل مسلسل دكتور فيغاس في دور أليس دوهرتي. ولكنها توقفت في وقت لاحق بعد خلافات مع الإنتاج لأنها لم تكن مثيرة بما يكفي للدور! وبعد ذلك توقفت عن العمل لمدة سنة حتى 2005. السنة التي ستعلن عن بزوغ فجر فنانة قد تكون الأعظم في التاريخ.

بزوغ لؤلؤة تزين سماء هوليوود منذ سنة 2005

قبل تركها مسلسل دكتور فيغاس، تلقت سيناريو فيلم Junebug، ولكن كانت ميزانيته منخفضة. وقامت بدور آشلي جونستن، التي كانت إمراة شابة حامل عطوفة ولكنها ثرثارة. وقد صُور الفيلم في 21 يوما في وينستون-سالم (كارولاينا الشمالية). وخلال ذلك الوقت، بلغت آدمز الثلاثين من عمرها، وكانت قلقه علي عملها الفني.

في عام 2005، أصبح فيلم junebug فيلم مهرجان صاندانس السينمائي مع فوز آدمز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لأدائها.
عُرض فيلم junebug في دور العرض من قبل سوني بيكتشرز كلاسيك. نالت آدمز العديد من الجوائز علي دورها في الفيلم. وقد حصلت على العديد من الجوائز لأفضل ممثلة مساعدة بما فيها: جائزة الجمعية الوطنية لنقاد السينما، وأيضا جائزة الروح المستقلة. كما رُشحت أيضاً لجائزة نقابة ممثلي الشاشة وجائزة الأكاديمية لأفضل ممثلة مساعدة. وقد دعت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة آدمز لتصبح عضواً فيها في عام 2006.

على الرغم من أن جمهور جون باغ كان محدوداً، إلا أن أداء آدمز ساعد على زيادة الاهتمام بفنها، وكان الإنطلاقة الحقيقية لمسيرة حافلة. فقد ظهرت آدمز في أفلام مثل: بنسات وليالي تالاديجا: قصة ريكي بوبي

الظهور كأحد أميرات ديزني

في عام 2007 للفيلم الروائي الطويل للرسوم المتحركة الحية مسحور، والذي رُصدت له ميزانية ضخمة. وتدور أحداثه حول جيزيل التي تتمكن من تحويل عالم الرسوم المتحركة إلى واقع الحياة في مدينة نيويورك. وكانت آدمز من بين 300 أو نحو ذلك من الممثلات المُرشحات لدور جيزيل، لكنها نالت إعجاب المخرج كيفن ليما لأن لها “طبيعة الالتزام”، ولها القدرة على تقمص الشخصية دون أن تلتحم فيها الشخصية التي تكتنفها.

حصلت آدمز على ترشيح للجائزة العالمية الذهبية كأفضل ممثلة في رسوم متحركة موسيقية أو كوميدية وجائزة اختيار النقاد للأفلام كأفضل ممثلة، وحصلت علي جائزة زحل كأفضل ممثلة. ورُشحت ثلاثة من أغاني الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل أغنية أصلية في عام 2008، وقد أدت آدمز واحدة من أغاني الفيلم، هي “أغنية العمل السعيدة”، مباشرة علي خشبة المسرح خلال حفل الأوسكار، وقد كان من أفضل التجسيدات الغنائية آداءا، وأظهرت للعالم علو كعبها فيما يتعلق بالحظور على الخشبة.

زود نجاح فيلم مسحور انتشار آدمز إعلامياً خلال موسم 2007-2008 لجوائز الأفلام. فضلا عن ظهورها كفتاة الغلاف في إصدارات هوليوود في فانيتي فير، والتي لقبتها كواحدة من الوجوه العشرة الجديدة لعام 2008.

انتقال إيمي أدامز من ممثلة صاعدة إلى النخبة (2008)

في أواخر عام 2008، أصبحت أدمز النجمة في فيلم Doubt، والذي كان من إخراج جون باتريك شانلي، وبطولة ميريل ستريب وفيليب سيمور هوفمان. اقتنعت آدمز بدور الأخت جيمس، ولكنها قالت أنه تم عرض الدور بالفعل على ممثل آخر. وأخيرا أعطى شانلي الدور إلى آدمز، مع أدائها جنبا إلى جنب مع ستريب وهوفمان، اكتشفت أدمز أن هناك “شعوراً من عدم الرضا، وشعوراً من الشك، والشعور بالرغبة في إرضاء هؤلاء الممثلين المدهشين”. استُقبِل الفيلم استقبالًا جيدًا من قبل النقاد.

جاء المزيد من النجاح لأدامز ، عندما تعاونت مرة أخري مع ديفيد أو. راسل في فيلم الجريمة احتيال أمريكي، وشارك في بطولة الفيلم مع آدمز: كريستيان بيل، وبرادلي كوبر، وجينيفر لورنس. الفيلم مُستوحى من فضيحة ابسكام في سبعينيات القرن الماضي. أظهر الفيلم آدمز كفنانة مغرية، على الرغم من أنها لعبت الدور بحيث “شعرت أن كل شيء له ما يبرره، ولم تشعر أنها كانت مجرد شخصية معتلة اجتماعيًا ومثيرة”. تعاونت آدمز بشكل وثيق مع بيل لبناء شخصياتهما.

قالت مانوهلا دارغيس من صحيفة نيويورك تايمز، أن آدمز “تعمقت هنا أكثر مما كان مسموحًا لها”، وكتبت أنها نجحت في “تحويل أو تحرير شخصية لا يمكن التنبؤ بها إلى شخصية متوحشة بشكل مثير”. فازت آدمز بجائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي، على دورها في الفيلم، وحصلت على ترشيحها الخامس للأوسكار، لكن هذة المرة كـأفضل ممثلة. تم اختيار كل من هي واحتيال أمريكي من قبل النقاد على أنهما من بين أفضل الأفلام لعام 2013، وترشحا لـجائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

عناد جائزة الأوسكار مع إيمي أدامز

على خطى النجم ليوناردو دي كابريو، رغم تألقها المنقطع النظير، إلا أن إيمي أدامز لم تتمكن من الفوز بجائزة الأوسكار بعد، مايطرح من جديد النقاش الأزلي حول معايير الفوز بهاته الجائزة، فرغم مشاركات إيمي الأخيرة في أفلام درامية تترشح للأوسكار إلا أن اللجنة المعنية لم تنصف واحدة من أساطير الفن الأمريكي. ففي عام 2018، تعاونت آدمز للمرة الثانية مع كريستيان بيل في فيلم النائب، مجسدة شخصية الروائية لين تشيني، زوجة نائب رئيس الولايات المتحدة الأسبق ديك تشيني. في عام 2020، وترشحت للأوسكار ولم تفز. و لعبت آدمز دور البطولة في فيلم هيلبيلي إليغي تم نشره بنتفليكس والذي ترشح لجائزتي أوسكار لم يفز بأي واحدة..

رغم ذلك إيمي أدامز بصمت على اسمها كأحد الأساطير في التجسيد السينمائي، وقد اعترفت أنها بعد سن الثلاثين حصلت على خبرة في هوليوود تساعدها في استكمال المشوار وتقديم الأفضل لجمهورها.

المصادر : 1